شهد فجر اليوم قصفًا إيرانيًا هو الأعنف على تل أبيب منذ بداية الحرب، حيث أطلقت إيران حوالي 30 صاروخًا، تنوعت بين الباليستية وفرط الصوتية، مستهدفةً قلب المدينة ومسببةً أضرارًا غير متوقعة.
أين سقطت الضربات؟
القصف الإيراني طال عدة أهداف حيوية واستراتيجية:
* تدمير أجزاء من مبنى البورصة في تل أبيب.
* إصابة منزل داني نافي، عضو حزب الليكود ووزير البيئة الأسبق.
* إصابة مباشرة لمبنى المخابرات العسكرية.
* إصابة مباشرة لمبنى وزارة الحرب الإسرائيلية.
الأهمية الاستراتيجية لقصف مستشفى سوروكا العسكري
لعل الهدف الأبرز الذي أحدث ضجة كبيرة في الكيان هو قصف مستشفى سوروكا العسكري في بئر السبع. هذا المستشفى يعالج الجنود والضباط العائدين من غزة، وقد أدى القصف إلى انهيار جزء منه وتسريب مواد خطيرة، مما أجبر على إخلائه بالكامل.
الغريب في الأمر أن الإيرانيين يدعون أن المستشفى لم يكن هو الهدف الرئيسي، بل المقر الكبير لقيادة واستخبارات جيش الدفاع الإسرائيلي (IDF C4I) الموجود تحته، ومعسكر استخبارات الجيش في الحديقة التكنولوجية “غاف يام” المجاورة للمستشفى. هذا يشير إلى أن الجانب الإسرائيلي يستخدم المدنيين والمستشفيات كدروع بشرية، تمامًا كما برروا قصف المستشفيات في غزة، ولكن هذه المرة وقع الأمر عليهم.
رد الفعل الإسرائيلي وتداعيات الهجوم
كما هو متوقع، انفجر الإعلام الإسرائيلي متهمًا إيران باستهداف المدنيين والمستشفيات وارتكاب جرائم حرب. وفي رد فعل سريع، أقلعت أكثر من 40 طائرة حربية إسرائيلية لتوجيه ضربة ضخمة لأهداف في قلب طهران.
أبرز هذه الضربات كانت تستهدف مفاعل “أراك” النووي الإيراني. هذا المفاعل الذي بُني عام 1997، كانت إيران تسعى لتخصيب البلوتونيوم فيه بدلًا من اليورانيوم، لكنه كان معلقًا بسبب الضغوط الدولية. يبدو أن القصف الإسرائيلي قد دمره بالكامل تقريبًا.
الخسائر وتطورات الموقف
وفقًا لوسائل الإعلام الإسرائيلية، أسفر القصف الإيراني عن 50 إصابة مؤكدة حتى الآن، 3 منها في حالة حرجة. وفي تطور لافت، ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن الجيش الأمريكي يساعد حاليًا في إجلاء الدبلوماسيين غير الأساسيين وعائلاتهم من السفارة الأمريكية في إسرائيل.
هذه التطورات تشير إلى تصعيد خطير في المنطقة، وتلقي بظلالها على مستقبل الصراع.
